samedi 30 janvier 2010

كم هي رخيصة هذه الحياة


من المفيد أن نقف من حين إلى آخر ونطرح على أنفسنا بعض التساؤلات حول أمور تبدو لنا من المسلمات..

تقفز إلى ذهني صورة من ماتوا في حروب لم يختاروها أو اختاروها عن جهل بخفايا الصورة .. كلنا نعرف أن الحدود (وللحدود العديد من المعاني) التي وقع رسمها بين الدول هي حدود مصطنعة في أغلبها وقع رسمها بالمسطرة والقلم.. واحسن مثال على ذلك, الحدود في الدول الأفريقية أو الحدود التي انشئت بعد إتفاق سايكس بيكو..

لنا أن نتخيل مادام التخيل مجاني، أن السيد بيكو أو سايكس قد عطس عند تمريره للقلم فوق الخريطة، عند تلك النقطة التي ستشهد حربا ضروسا بعد 70 أو 100 سنة بسبب ذلك الاعوجاج في الحدود .. سيخرج جنود البلدين رافعين الاعلام الوطنية وتحت تأثير الأغاني الحماسية للدفاع عن أي شبر من الوطن لتحريره من الغزاة أو للدفاع عنه حسب الجهة من الحدود التي يقف فيها الجندي المجهول دوما !

هكذا تقام الحروب هروبا من حروب اخرى وةوزع فيها صكوك الوطنية والشهادة لمن ماتوا فيها ..ويقع هذا من الجهتين ! أي أن القاتل "المدافع" عن وطنه مكانه الجنة والمقتول "الشهيد" مكانه الجنة ! سيلتقيان هناك بدون شك، ترى ماعساه يقول الواحد للاخر ؟

دفع العقيد القذافي بالاف الليبيين إلى حرب مجنونة للدفاع على شريط حدودي مع التشاد ..مات من مات وأسر من أسر وانتصرت فرنسا من خلف التشاد و بقي العقيد المجيد في كرسيه ..

هل من مات في هذه الحرب مات كشهيد أم مات ليبقى العقيد؟

نصب تذكاري و تمر الحياة ...!

ولان من رسموا الحدود إشتد بهم العطس من غبار الخرائط .. نجد في كل بقعة من الأرض حرب بطلها القلم في خط العدم !

من ذلك الحرب العراقية الايرانية.. كل من مات في هذه الحرب مات من أجل ماذا ؟ ثمان سنوات من الحرب ومليون قتيل من الجهتين ثم أعاد صدام الأرض إلى الايرانيين..!! كم هي رخيصة هذه الحياة! بمجرد قرار من فرد يموت الالاف! ويذهب إلى الجنة الآلاف ! وترمل الالاف من النساء ! أيمكن أن نقول أن الأفراد هي من تصنع التاريخ وليس الشعوب ؟

هذه الحالة تتكرر باستمرار في شكل صراع حدود وفي بعض الأحيان في شكل صراع على أفكار الجدود ، تجعلني دائما أفكر في حياة كل الذين ماتوا من أجل أن يبقى شخص واحد في السلطة .. يذكر التاريخ بعض الشخوص الذين قاموا بدور ما في حركته ولا يذكر كل الذين ماتوا، من جنود وعبيد و عساكر برتب وبدونها ، ونساء وأطفال وشيوخ و شهداء طواهم النسيان ومظلمون ومقهورون ومعدمون و جوعى ومرضى ومنسيون تحت عجلة التاريخ ... كل هؤلاء ماتوا دون يذكر التاريخ عنهم شيئا وفي أحسن الأحوال نجد نصبا تذكاريا علت على أطرافه الأعشاب وهجرته الذاكرة ...

هذه الحياة تبحث عن معنى ووجدت في بلاهة البشر خير معنى! وإلا لما مات إنسان وقدم أغلى ما يملك بسبب أن أحدهم قد عطس قبل خمسين عاما !

ليس الحياة التي لا معنى لها بل تفسير الانسان لها يفقدها أي معنى

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire