mardi 7 septembre 2010

الحارم : الأنسان المحض

عندما ارتمى على سطح المكتبة و من ثم عانق عمود الكهرباء نزولا وجد نفسه في زقاق ثم في نهج يؤدي إلى ساحة الجمهورية مكانه المفضل.. حيث يعاكس المارة ليس إختيارا بل لانه يسير عكسهم على نفس الجادة لكن في عالمه الخاص

عالم الحارم خالي من القوانين والمحرمات تسوده السليقة.. يحزنه سبب ما وتضحكه عدة أسباب.. بعيدا عن وطأة الاشهار، يأكل حين يشعر بالجوع.. كلما رأى إمرأة في حر الظهيرة، تغمره رعشة، لم يفهم سرها.. حبات الفاليوم تجعله مسالما يتحدث إلى نفسه بصوت عال الجودة

منذ فقد عقله، فقد معه كل رقابة سابقة على أحاسيسه.. كلامه كله، لو نظرنا إليه من جهة طلوع الشمس، عبارة على زلة لسان كبيرة.. هذا لو أخذنا بماقاله علماء النفس منذ قرن تقريبا.. لكن في حالة الحارم لا يمكن الحديث عن زلة لسان.. فالزلة تستوجب ضمنيا وجود الرقيب

في هذه اللحظة يرن هاتفي .. إنه رقم الحارم ..ماذا يريد؟ لم أكمل الكتابة بعد.. ارفعه، أدنيه من أذني اليسرى ..ألو؟ قال اياك أن تستغل غياب عقلي و تجعلني أقول كلاما بذيئا.. زلات اللسان أهون من زلات القلم .. قلت لا تخف ليس أكثر مما نسمعه كل يوم

الحاج التهامي يجد متعة كبيرة في إعادة سرد قصة يوسف وإمرأة العزيز التي راودته.. يتوقف طويلا عند وصف ملابسها ..تحت الملابس ينام شيطان.. يسحب منديله البني .. يبصق.. يسترسل

لسبب غير واضح تقفز حكاية الحارم مع البغلة إلى ذهنه

إنه من فعل الشيطان

الحارم في حر الظهيرة رأوه يحاول إيلاج قضيبه في بغلة عم الهادي الحارس في هنشير اليهودية .. وضع كنتولة عند القوائم الخلفية للبغلة ليرتقي إلى مستواها.. دون جدوى.. من سوء حظها.. التقت الأرواح واختلفت الأجسام

و بربي يقدر الخير إختتم الحاج التهامي كلامه

رن الهاتف مرة اخرى.. فلم أجبه..

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire